mardi 18 août 2009

مايكل جاكسون الأسطورة و ردود فعل العالم و العالم العربي اثر وفاته التي تعكس الفرق بينهما

يجمع الكثيرون ممن عاصروا فترة المناضل العالمي شي جيفارا بأنه فضلا عن بساطته كان يتمتع بكاريزما خاصة حققت له شعبية استمرت لعدة اجيال تالية .. شخصية يصعب ان تتكرر احبها الكثير وكرهها البعض الآخر من منطلق رجعي أو ديني الامر الذي ينطبق على العديد من الشخصيات العامة والمشاهير ممن ترتبط بداياتهم وظهورهم الاعلامي بمرحلة من مراحل عمرنا. قد يكون مفهوماً لماذا احب الناس وتعلقوا بشخصية كشخصية شي جيفارا هذه الحالة تنطبق نوعاً ما على ملك موسيقى البوب الأمريكي مايكل جاكسون
مايكل جاكسون الذي جعل العالم في حيرة لعقود لا نستطيع أن نمر مرور الكرام و لا نتحدث عن مسيرته و لو بشكل مختصر

ولد مايكل جاكسون في مدينة غاري بولاية انديانا الأمريكية و ترتيبه الثامن بين أشقائه في عائلة من الطبقة المتوسطة بدء حياته الفنية مع اخوته من خلال المجموعة الفنية " جاكسون 5 " التي اشتهرت في الستينات و اوائل السبعينات و كان مايكل لامعاً فيها لعذوبة صوته و لنشاطه الركحي ألافت و في اواخر السبعينات قرر مايكل أن يغني بمفرده جاء ذلك تزامنا مع تراجع شعبية " جاكسون 5 " و الفرق الفني الواضح بينه و بين إخوته فبدأ مايكل بتسجيل لألبومه
Of The Wall

الالبوم دخل بالتاريخ كأول البوم به 4 اغاني حلت بالمرتبة العشرة الاوائل ، اثنين منها حلت بالمرتبة الأولى
في بداية الثمانينات رغم وجود نوع من الخمول في سوق الموسيقى بالولايات المتحدة حينذاك نجح في إصدار أكثر الألبومات نجاحا
" thriller "

مايكل كتب و انت
ج 5 اغاني بالالبوم التي كانت أغلب اغنيات الألبوم من تأليفه مثل
billie jean
الشهيرة في عام 1984 دخل جاكسون موسوعة جينيس كأكثر البوم مبيعاتا بالتاريخ بما يقارب 104 مليون نسخة ،الالبوم أيضا الاول و الوحيد الذي بدأ السنة بالمرتبة الأولى و انهى السنة بالمرتبة الأولى و الشىء الذي ساعد على رفع مبيعات الأغنية و الالبوم هو اداء جاكسون للأغنية أثناء احتفال شركة موتاون
و تأدية جاكسون لمشية القمر الشهيرة
بعد منتصف الثمانينات اثار جاكسون الكثير من الجدل بسبب مظهر جاكسون المتغير، حيث كان جاكسون ببداية الثمينات و طفولته لونه بني فاتح ،

لكن مع اصدار البوم

BAD

ظهر جاكسون باللون الأبيض، وكان السبب وراء مرض يدعى الـ(بهاق) ويعرف تحديدا بزوال اللون الطبيعي للجلد على شكل بقع لونية واضحة في الجلد، وقد يكون شاملاً للجسم كله كما قد يكون في مكان واحد وكما صرح انه في نهاية الثمانينات قد انتشر المرض في جسم مايكل بنسبة 70% وأصبح اللون الأبيض أكثر من اللون الاصلي للبشره مما جعل مايكل يقوم باداء عملية ازاله ماتبقى من بقع سمراء في جسمه. ومن المحزن ان الكثير لا يعرفون هذه المعلومه الاكيده عن مايكل جاكسون بل يفضلون السخريه وقراءة الاشاعات المؤذيه عن شكل بشرته

و تابع مايكل مسيرته الفنية بكل ثبات في الثمانينات و في التسعينيات
و المثير في فترة التسعينات أنه أقام عدة جولات عالمية بلغت أكثر من 60 حفلا حضرها أكثر من 3.5 مليون مشاهد من بين هذه الجولات تونس 1996 التي حضرها أكثر من 50 ألف تونسي و قد ذهبت عائدات الحفل إلى الصندوق الإجتماعي 26 26
هنا أنا مضطر لذكر التبرعات التي قام بها تجاه الفقراء و المضطهدين في العالم معنوياً من خلال عدة أغنيات استنكرت الفقر و المجاعة و الإستبداد و حتى التلوث و ماليا حيث تبرع بمبالغ لايمكن حصرها بالتحديد لكنها من المؤكد أنها فاتت مستوى مليار دولار

ومع دخول الألفية الثالثة شكك بعض النقاد في إمكانية ألإستمرار في نفس الوتيرة التي عرفها في العقود الفارطة فرد ملك البوب على بعض المشككين بألبوم جديد و أغنية جديدة
" you rock my world "
التي تحصلت على المرتبة الثانية في بريطانيا رغم أن تلك الفترة عرفت بإزدهار موسيقى راب و الهيب هوب لكن قضية التحرش الجنسي هي التي أثرت على مشواره الفني و بعد حصوله على البراءة سنة 2005 كان مايكل سيغزو العالم من جديد لولا الموت الذي سبقه قبل أن يقوم بحفلة ضخمة بلندن بيومين.


هكذا كان أسطورة البوب لكن القارئ الذي قرئ مقدمة هذا المقال سوف يتيقن أن الهدف الذي دفعني إلي كتابة هذا النص ليس التعريف فقط
و انما هو نقل صورة لتأثير وفاة مايكل لدى العالم و صورة تأثير وفاته لدى المسلمين خاصةً في العالم العربي و التي عاينتها من خلال مشاهدة التلفاز و إستعمال الإنترنات
ففي العالم الكل يتحدث عن الانجازات الفنية و عن ابداعه و تحمله المسؤلية بالنهوض بموسيقى البوب و عن تبرعاته و عن حياته الغامضة

وفور الإعلان عن نبأ رحيل جاكسون، قرر نوادي المعجبين بملك البوب في ربوع العالم تنظيم سهرات على ضوء الشموع، تكريما لروحه.
أما في العالم الإسلامي فقد كان لموت مايكل ضجة كبيرة علماً أنه كان مكروها خاصةً من المتدينين في الثمانينات و التسعينيات لكن بعد إعلان إسلامه بتعلة أنه غنى للله في حين أنها أغنية لفنان شبيه له في الصوت تبدل الحال رأس عن عقب فأصبح يضرب به المثل كقدوة للمسلمين و فور موته سوف اعطيكم انطباعات العرب في الأنترنات
هل مات مسلم أم لا؟ ، هل نطق بالشهادتين؟، هل دفن حسب الشريعة الإسلامية ؟هل ولدا مايكل مسلمان أم يهوديان ، و الأعظم هو هل للموساد الإسرائلي يد بمقتل جاكسون أو للمخابرات الأمريكية أو عدة جهات أخرى تحارب الأسلام بالخفاء ومستفيدة من عدم توعية المجتمع الأمريكي والمجتمعات الأوربية عن المفهوم الصحيح للدين الأسلامي الحنيف ولا يخفى على أحد ماذا يفعل المعجبون وتأثير الفنانيين عليهم؟

و هناك من يتسائل لماذا استطاع جاكسون ولم يستطع غيره ؟
هنا نتأكد من اننا وصلنا إلى مستوى خطير من الإنحطاط و الجهل
لا نريد ان نفهم أن الدين مسالة شخصية بحتة و أن الأهم هو الإستفادة
من الإبداع الإنساني من أجل تحقيق التقدمية
أما عن الإجابة عن السؤال

لأنه عاش طفلا وكبر طفلا ومات طفلا !

فبقي عنصر الدهشة فيه كالعاهة في جسد الإنسان ، وبقي يدهش العالم بجنونه الصاخب أبد الآبدين ، وللأسف عرف العالم العربي فيه مايراه من حركة جسد التي حدد مفهومها بالصخب القادم من الغرب والهامبورجر وأفلام رعاة البقر وجيمس بوند ، لكن ماذا يقال عن فلكلورنا الشعبي المدبب بالخناجر والسيوف والطبول القادمة من كهوف الجبال مثلا؟؟؟


ختاماً، اقول لك وداعاً يا مايك. تأكد أن عبقريتك الفنية ستبقى مثار اعجاب الأجيال اللاحقة، وأن موسيقاك ستظل شعلتها متقدة في قلوب محبيك، وأن رسائل الحب والسلام التي حملتها أغانيك ستبقى تطوف العالم بلا توقف




مشــيـــة القــمــــر